الرئيسية
قبل أيام خرجت مع صديق لي من بيته إلى مقهى قريب. ما إن وصلنا إلى مقصدنا حتى اكتشف صاحبي أن هاتفه النقال ليس في يده ولا في أحد جيوبه. ذهب إلى السيارة ونفضها نفضاً بحثاً عن هاتفه، فلم يجده. بدا الرجل مرتبكاً وهو لا يعلم أين هاتفه، وما اطمأن حتى اتصل على رقمه من هاتفي فرد عليه أحد أبنائه ليقول له إنه نسي الهاتف في المنزل.
قلتُ له: حسناً ها قد اطمأننت أن هاتفك لم يضع، ولم يُسرق، وأنه آمن في بيتك، وعائلتك إن أرادت التواصل معك فستطلبك على هاتفي، فلنمض وقتنا هنا، وريّح نفسك من الموبايل.
راقت له الفكرة، فجلسنا نتجاذب أطراف الحديث، لكن قلق الرجل عاد إليه بعد بضع دقائق، وقاده الاضطراب إلى أن يقف فجأة ويقول لي: سأذهب إلى المنزل لأحضر هاتفي. أحس بأن هناك شيئاً ناقصاً مني، كأني أفقد جزءا مني. تركني وعاد ليحضر هاتفه.
كنت أتندر عليه، لكني فكرت أثناء غيابه لإحضار الموبايل، أن هذا الموقف لو حدث لي لأصبت بما أصيب به صاحبي، لكننا نرى إشكاليات الآخرين، دون أن نتنبه إلى أننا سنفعل ذات التصرفات التي كنا ننتقد أصحابنا عليها.
والحقيقة التي تبدو مؤلمة غير أنها واقعية، هي أننا بتنا أسرى للتقنية إلى درجة أنها باتت تطوقنا بقيود لا نستطيع أن نعيش بدونها.
قبل أسابيع حاولت أن أقضي ولو أياماً من إجازتي مع أسرتي بعيداً عن الموبايل، وعبثاً حاولت...
ألم أقل لكم إننا أصبحنا أسرى للتقنية، حتى لو لم تكن ضرورية، بل إنها تقبع في خانة الكماليات؟!
* بعيداً عن موضوع الأسر، فإن الكتابة والعلاقة مع القراء ممتعة حد الإدمان، لكني أمر بظروف عائلية، في مقدمها مرض والدتي شفاها الله، مما يستدعي التوقف أسابيع أتمنى ألا تطول. وقد فرحت كثيراً بعودة جاري الزميل صالح الشيحي إلى الكتابة بعد إجازته، مع أن غيابه جعلنا نقف على قلم جميل وعبارة رشيقة وأفكار جريئة لمحمد الصالحي. ومصدر فرحي بعودة صالح بالإضافة إلى الاستمتاع بما يخطه يراعه، أن رئيس التحرير كان يؤجل الإذن لي بالإجازة الاضطرارية لحين عودة الشيحي، فباتت عودة صالح سبباً لأفراح لا لفرح.
* أودعكم وكلي أمل أن أعود إليكم وأحوالنا الشخصية والجماعية أفضل حالاً، والله يحفظنا وإياكم جميعاً.
» وزير النقل ينجو من حادث مروري على طريق الدمام
» اقرؤوها و ستذهلون يا أمة محمد
» موضوع خطير(ديننا مكتمل ولا يحتاج الى اكاذيب)
» وصلتنى هذه الرسالة وعندما فهمتها أبكتنى كثيراً