بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
لماذا لا تضيّفني في منزل والدتك !؟( فهد الأحمدي)
MAJED- الـمـديـر
- عدد الرسائل : 794
المزاج : ..!!
المدينة : الـشـرقـيـة..!
نقاط : 238
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
قبل سنوات كتبتُ مقالا بعنوان (لا تذهب للعاصمة) قلت فيه أن السياحة الحقيقية (التي تتضمن سبع فوائد) تقتضي التعرف على عامة الناس ومشاركتهم حياتهم اليومية وليس الاكتفاء برؤية المظاهر المادية المخادعة في المدن الكبرى.. فحين يقتصر وجودك على (العاصمة) وحين تسكن دائما في (خمس نجوم) فأنت كمن يحبس نفسه في قفص ذهبي ويكتفي برؤية القشور الخارجية من البلد- وبالتالي قد ترى فرنسا ولكن لن ترى الفرنسيين - ..
وأنا شخصيا أجد متعة كبيرة في الخروج من العاصمة (بكل ضجيجها ومظاهرها المنافقة) واستغلال أقرب فرصة لمغادرة الفندق والتعرف على الناس والبلدات البعيدة - حيث لا تجد سعودياً أو خليجياً واحداً..
وخلال الإجازة المنصرمة مررت بتجربتين جميلتين من هذا النوع الأولى في مصر والثانية في أندونيسيا.. ففي مصر سرعان ما تعرفت على سائق تاكسي يدعى كريم تشعب معه الحديث إلى الفول والطعمية وبراعة المصريين في طبخ "الملوخية".. وحين تورط بقوله "مفيش في مصر كلها حد يعمل الملوخية زي مراتي" فاجأته بقولي "خلاص خليني اتغدى عندكم عشان أشوف بنفسي".. ورغم ملامح الدهشة التي ارتسمت على وجهه (وهي اللحظة التي أحبها فعلا) إلا أنه رحب بأن يضيّفني فورا واتصل بزوجته ليخبرها بأن معه ضيفا يفضل "الملوخية البلدي" على البوفيه المفتوح في فندق الجزيرة سوفتيل !
.. أما تجربتي الثانية فكانت بعد أسبوع في جاكرتا حيث بدأت رحلة آسيوية شملت بالي وهونغ كونغ والصين. وجاكرتا بحد ذاتها مدينة مزعجة - لا تختلف كثيرا عن مدن آسيا الحديثة - ولا تروق سوى لعشاق الفنادق ومجمعات التسوق.. غير أنني سرعان ما تعرفت على مرشد سياحي يدعى كلي (وأظنه يقصد علي) أخذني في باص سياحي لرؤية معالم المدينة.. وخلال هذه الجولة لفت انتباهي قوله إنه ليس من جاكرتا وإنه سيذهب غدا لقضاء إجازته في منزل والدته في القرية..
وكما فعلت مع سائق التاكسي فاجأته بقولي "مارأيك أن تضيّفني في منزل والدتك؟".. ومرة أخرى ارتسمت معالم الدهشة - وربما الصدمة - على وجهه ولم يفهم كيف يترك أحدهم فندق جراند حياة (حيث الغرفة بألف ريال) ويذهب لقرية منسية ومنزل لا يملك دورة مياه...
ولكنها بالنسبة لي كانت فرصة حقيقية للذهاب الى حيث لم يذهب سائح قط ورؤية أناس لم يروا شخصا غريبا في حياتهم.. وحين دخلنا القرية بعد ست ساعات أدركت أنني اتخذت القرار المناسب حيث تجمع حولي الأطفال وكأنني مخلوق غريب هبط للتو من الفضاء الخارجي (بل كانت هناك طفلة حاولت مرارا لمس ذقني كونها لم تر في حياتها انسانا يملك شعرا في وجهه)..
وخلال الأربعة أيام التي قضيتها في هذه القرية (التي تدعى سوسوكان) زرت خمسة بيوت مختلفة (بما فيها منزل الإمام وشيخ البلد) وخضت بقدمي أحواض الأرز الطينية وقدت الدراجة النارية لأول مرة في حياتي.. وما أثر بي فعلا أن حالتهم الاقتصادية والاجتماعية - ذكرتني بأيام جدتي حيث كان الناس أكثر تواصلا وطيبة وبراءة ولا يلبس أي منهم نظارة طبية.. ورغم نومهم في وقت مبكر ، ورغم صياح الديك المتواصل ، ورغم انعدام وسائل التكييف (حيث لا يسمح التيار بتشغيل أكثر من لمبة صفراء) إلا أنها كانت تجربة جميلة لا تنسى - ولا تقارن بصخب الصوت والصورة الذي رأيته بعد ذلك في هونغ كونغ وشنغهاي - !!
... ولمن يتساءل عن سر هذه العادة القديمة أشير إلى أنه حتى سن الثانية العشرة كان من الطبيعي أن نضيّف (في منزلنا بالمدينة) حجاجا وزوارا من جنسيات مختلفة.. واليوم.. حان الوقت لمعاملتي بالمثل !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الأربعاء 11 سبتمبر 2013, 8:27 pm من طرف ابو ريما
» وزير النقل ينجو من حادث مروري على طريق الدمام
الأربعاء 11 سبتمبر 2013, 8:27 pm من طرف ابو ريما
» اقرؤوها و ستذهلون يا أمة محمد
الأربعاء 11 سبتمبر 2013, 8:26 pm من طرف ابو ريما
» موضوع خطير(ديننا مكتمل ولا يحتاج الى اكاذيب)
السبت 09 يونيو 2012, 6:26 am من طرف aynechamse
» وصلتنى هذه الرسالة وعندما فهمتها أبكتنى كثيراً
السبت 09 يونيو 2012, 6:13 am من طرف aynechamse